حصلت الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب على 7 مليون سنتيم وهو مبلغ الدعم الذي قدرته لجنة دعم المهرجانات للتظاهرة التي تنظمها الجامعة باسم الجامعة الصيفية للسمعي البصري ، وهو مبلغ لا يترجم ما يصبو إليه المغرب من خلال سياسة الدعم ، ولنقل بالفم المليان ، هو مبلغ مجحف و لا يعكس ما يجري في الواقع ؛ أن تدعم مهرجانات ضحلة (سينمائيا ) ، بالرغم من افتقادها لأية هوية ثقافية أو فنية مسألة فيها نظر ، لكن أن يتم استصغار ما تقوم به الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب أمر يثير الحيرة .
لنفكر مليا في الموقع الذي تلعبه الجامعة حاليا وما يمكن أن تلعبه مستقبلا كيف يمكن أن نقارن بين من يِؤطر الاندية السينمائية وطنيا وبين من ينظم بعض الحفلات السنوية ؟ ولماذا يتم وضع تظاهرة بحجم الجامعة الصيفية للسمعي والبصري الذي تنظمها جواسم في ميزان لا يليق بها لتظهر أقل من تظاهرات لا علاقة لها بالسينما ؟
إذا كانت السينما وسيلة أساسية وجبارة للتواصل مع المستقبل ( أي مع الشباب) ، وأداة فعالة للتجاوب مع العالم (أي الخارج ) ومادة لتفعيل الذاكرة والخيال والجمال أي (ثقافة الصورة) ورافعة لقيم التسامح والاختلاف ، فإن الجامعة الصيفية تتكفل بهذه المهام فلماذا يتم تقزيم مبلغ دعمها بالرغم من المجهودات الجبارة التي تبذل على مستوى التأطير والتكوين والتثقيف ؟ بل لماذا يتم تجاهل ذلك التمفصل بين مهام الجامعة وبين سياسة دعم المهرجانات التي هي في الأصل تمويل لمهام مرتبطة بالتنوير والتكوين والامتعاع ؟ كيف يمكن رفع التحدي مستقبلا في غياب الشباب أي في غياب دعم واضح وقوي للأندية السينمائية من خلال دعم ما تقوم به الجامعة الوطنية للأندية السينمائية ؟